الرئيسية » » من تاملاتي يصلني صوت بوق | صلاح فايق

من تاملاتي يصلني صوت بوق | صلاح فايق

Written By Unknown on الاثنين، 20 يوليو 2015 | 2:25 م

من تاملاتي يصلني صوت بوق

تحاصرني اصواتُ الليلِ واسراره الكئيبة .
بدل النوم , استوليتُ قبل قليل على نعاسي
وجدتُ فيه بعض اصدقائي صامتين .
حظي اذن ليس سيئاً
في وقتٍ متاخرٍ مثل هذا .
ساريق نبيذاً بطاسة من نحاس
حول جدران غرفتي , انزع ثيابي
واترك لحياتي ان تغادرني حين تشاء ,
فانا جديرٌ بحياة افضل .

انني رجل بلا روح
ليست لي اوهام عن مدينتي .
كابدتُ مايكفي لاصل قمةً هنا او هناك
لم اصل .
الان هدأ منشدونَ في راسي
تآخيتُ مع الاحجار ورضيتُ بجزيرة بلا فجر .
لم يبق لي سوى هذا الكلام
امشي معه بين اشجار من صخر .

كثيراٌ الحصى تتسمّعُ اليك .
في ذاكرتك ازهار مرتبة
انت التائه في دروب مخيالك ,
هنا عثرتَ على ظلك الضائع
وتالق نهار في ممرات حياتك .

ابحثْ عن صقور ضاعتْ من ذاكرتي
شتتها ماتم متاخرلقراصنة من بلدانٍ بعيدة
الخلودُ يعوي في غابة مبعثرة على وجهك
او في مرج انهال عليه البحر بملحه الشرس
هذا ما اسمعُ وما ارى .
صوت بوق يصلني من هذه التاملات
حاملاً اليّ مشهد منازلَ من جبل .
هكذا امضي من مدينة الى مدينة
يتبعني لاجئون لايراهم احد .

لن اعود الى مدينتي
امامي كنائس تتدافعُ من جبال وقرى
نحو البحر.

ليست هذه مدائح رجل غريب
ظننتني سانتهي بائع عطورفي جزر
لكني هنا الآن , امام حشرات
اكتبُ قصيدة واحدة لا تنتهي
ساغنيها لمنتظرين فوق جسر:
خلفي هضاب هاربة من حرب .

مررتُ من امام فندقٍ يحترقُ
كان خطباء وقادة يستنجدونَ , من الشرفات ,
بمارّة وبمسافرين الى قطارات المساء .
بعضهم وقفَ , تطلّعَ مبتسماً .
هذا كل ما فعل .

افراحي قليلة
ما اكتبهُ اخفيهِ في خزانة من حديد
قصائد اصدقائي مثبتة على جدران غرفتي
بمسامير طويلة .
احيانا اسمعُ تاوهات منها,اغنيات وشتائم
حسنا , اقول لنفسي , انها في النهاية ليست قصائدي .



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.