الرئيسية » » سلبيات | صفاء فتحي

سلبيات | صفاء فتحي

Written By Unknown on الاثنين، 20 يوليو 2015 | 2:19 م


سلبيات
مبهمةٌ هي القصائد التي تُكتبُ عبر القارات. ولكنها كالفجرِ تحيلُ الحكاياتِ إلى المرايا القابعةِ على شواطئِ البحور حيث الرصاصاتُ تحملُ صمتَ التنفسِ الثقيل.
سلبتُ من الثعابينِ مرقَدَها وتندرت على جهامة الحروفِ والطواحينِ والقبور.

شَعريَ السابحُ مع الهوام
قد يَقْنَعُ بحكايا الترجمان
لكنكَ سترى
أنني لن أتحدثَ أبداً مع النملِ القابعِ
في أعماقِكَ
ولكنني سأعشقُ كالتلميذِ العفيفِ شَعرك الجليديَ
في يومٍ عاديٍ من الأيامِ القديمةِ بين حوائطِ الدارِ الجديدة
حين سبقتني الألسنةُ والسحالي والثعالب
لتقتل ملابسيَ الجديدةَ التي أعبدُ فيها روائحَ كثيرة
كنتُ غامضةٌ-أليس كذلك؟
مرتبكةٌ أيضاً
أعترفُ
بينما كانت حورُ الجنةِ الرابضةُ على أكفِّ الباعة الجائلين
تقولُ
لم تكتبينَ كلَّ هذه البيوتِ الشريدة
لمَ الإيمانُ بكلِّ هذه التعاويذ
تلكَ الحورُ العقلانيةُ المتوجةُ بالسنابلِ الكثيرة
صارتْ
تقولُ وتقول وتقول
وأنتَ وهو وهي وكثيرونَ
من همُ الآخرون؟
من أين جاءتْ تلك الأصواتُ الأخرى...التي أعرفُها فعلاً؟
ثم لمن كانت هذه الأصواتُ البعيدة؟

تمتمَ شريانيَ وللمرةِ الواحدةِ والأخيرةِ-يوم أنسحبَ
الشعاعُ من تحت قدمي الضابطِ الذي
سَبَقني للظهورِ على مسرحِ الخليقة حين حلَّقَ مع شهبِ
الاختفاء-

أن الكلماتِ التي زدنا عنها بالأسنانِ والضروس
لصيقةِ الحوائطِ والأذهان
هل ذابتْ ذاكَ اليوم الذي
خطفوا فيه الروحَ السابعةَ...التاسعةَ
في مدينة التوحيد؟

تساؤلاتُ الغريبِ تخطو معهُ إلى الجدرانِ
التي عَرفها كثيرا في الأيام المُشمسة
ذاتُ الجدرانِ رحلتْ معهُ فوق مظلة شمسيةٍ
لتقعى خلف منضدةٍ بيضاء
ليست بالسرير. فالأسَّرةُ ماتت من زمنٍ بعيد
وليست بالخطاب لأن الحياءَ التهم كلماتِها
كما أنها قد لا تكونُ بذهبِ المعاصمِ لأن أحلامَ يديهِ هربتْ
يوم أطرقَ النخيل.
ما هو الموضوع؟
أيتوج الكَذِب وجناتِ البنات الصغيرات
كي يتصوروكَ؟
أو أنهم لم يعودوا آباءً للمناجمِ الصغيرة
ولا لعَبَدةِ الشيطانِ
فتاهوا على عتباتِ المعابدِ
لمقايضةِ الرحمةِ بالفضول
أتريدُ فعلاً أن تفهمَ ما أقول
أو ان أكتُبَ لك خطاباً تُمزِّقهُ
أو أن أشُكَ في جمجمتِكَ البائدةِ
أو أن أدفنَ أسلاكَ التليفون في فحيحِ حيواناتِك السريةِ
ثم ما أنا فاعلةٌ بكل هذهِ الأجولةِ
المُعَّبئةِ بأنفاسيَ الثقيلة

أأحْمِلها للكلابِ التي لا تحمل اسماً يُكفنها
أم أبيعُها لعازفِ الناي يوزِّعُها على العازفين
أم...ماذا تقول؟
شموسُكَ بعيدةٌ في وجهِ العَدَم أنتَ الصديق
هل هناك في ذلكَ المكان أرواحٌ شجيةٌ؟
حيث ارتفعتْ كلماتٌ وحوائطُ
لأنني أو أنني لا أكتبُ المفرداتِ يوم لجأتُ لصرحٍ
يكرهُ الحروف. َ
وديعٌ أنتَ وهو والآخرون
وداعاً
لأنني سأتسلقُ الشارعَ سريعاً
لاقتناء بعض الصورِ الراكضةِ هناك
لأنني أبحثُ عن كلماتٍ أرتديها
هكذا تمنيتُ أن أكونَ يوماً شاعرةً تموتُ وهي
تجترُّ أرواحَها السبعةَ...أو التسعةَ على أرضِ الأربعين
مونتريال 


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.