"نهض متعبا. ثم تحرك فى بطء ملحوظ حتى وجد نفسه فى مواجهة المرآة الشاحبة المثبتة فوق الحائط. نظر إلى هذا الكيان الماثل أمامه فى عبوس ولا مبالاة. كاد ينكره فى البداية. لكنه شعر بالألم عندما حدق فيه جيداً وتأكد لديه أنه هو، فلم يكن هناك شخص آخر مساوياً له فى فراغ تلك الغرفة، فقط سرير قديم متهالك وبعض الملابس المتناثرة فى فوضى وإهمال، بينما الأرض العارية لا يعلوها سوى الغبار وأعواد الثقاب والسجائر المطفأة. صعدت من أعماقه آهة مكتومة وهو يتأمل فيض النظرات الموحشة التى تطل عليه وتحط من قدره؛ فآثر أن يتوارى. وقبل أن يهم بالتحرك وجده يصوب إليه نظرات أكثر إمعانا وتركيزا."
( مقطع من قصة " شخص حزين يستطيع الضحك "، من المجموعة القصصية " شخص حزين يستطيع الضحك "
( مقطع من قصة " شخص حزين يستطيع الضحك "، من المجموعة القصصية " شخص حزين يستطيع الضحك "
