الرئيسية » » الحبُّ مذَلّة اتركْهُ لِحُثالةِ الرِّجال | صبري حموني

الحبُّ مذَلّة اتركْهُ لِحُثالةِ الرِّجال | صبري حموني

Written By Unknown on الأربعاء، 22 يوليو 2015 | 5:13 م

"الحبُّ مذَلّة اتركْهُ لِحُثالةِ الرِّجال"
قلتُ جملةَ المعلم "نيتشه" هذه لرجِلٍ في المقهى فَشَمَّها بعنفٍ كما لو أنَّها وشاح أمِّه بعد دفنها بيومين. شَمَّها شَمَّها ثم نامَ صامتا في مقعدهِ و يَدُهُ تتحَسَّسُ ندوبَ الذِّلةِ، ثم غادر صامتا.
من جهتي لم أتعامل يوما مع جملة المعلم العظيم هذه على انَّها جملةٌ من نار. بدت لي أنَّ مطرقتهُ هنا ضربت في الفراغ
منذُ طفولتي عرفتُ انَّ التَّعلقَ بالحبّ أشبهُ بالتَّعلقِ بقاربٍ سيغرقُ لا محالة.
وانَّ دخول العاشق إلى قصر الحبِّ كَضيفٍ مُبَجَلٍ بثيابٍ أميرالٍ سينتهي بالضّرورة إلى دفنهِ في كيس بلاستيكي أسود في القبو بلا مودعينَ، دود الخذلان يأكلُ مقلتيهِ و هاتفهُ يَرِنُّ و لا أحد يرد..
و لهذا كنتُ ماكرا منذ البدايةِ و ابتدعتُ خطتي:
ُكلما رسا قارب الحبّ عند ضفافي أصعدُ في لولبةٍ غامضة بخبرة بهلوانٍ تاركا قلبي عند الضفاف. أمنحُ الحب عذوبةَ لساني و نفاذَ بصري و حرارةَ جسدي،في الحقيقة أمنحهُ كيسا محشوا بالقش لا أكثر
يغرقُ القاربُ، يغرقُ كيسُ القش فيما قلبي يَنُطُ سعيدا عند الضِّفاف كسنجابٍ على غصنِ شجرة بعد مطاردة الثَّعالب له " نجوتُ نجوتُ..لقد نجوتُ"



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.