الرئيسية » » مريّة | صلاح أحمد إبراهيم

مريّة | صلاح أحمد إبراهيم

Written By Unknown on السبت، 25 يوليو 2015 | 3:29 م

يا مريّه ليت لي 
ازْميل(فدياس) وروحاً عبقرية
وأمامى تل ُ مرمر,,لنحتُ الفتنة الهوجاء 
في نفس مقاييسك تمثالاً مُكبر
وجعلت الشعر كالشلال بعضُُ يلزم الكتف
وبعض يتبعثر,,
وعلى الأهداب ليلاً لا يُفسر
وعلى الخدين نوراً يتكسر
وعلى الأسنان سُكر
وفماً كالأسد الجوعان زمجر
يرسل الهمس به لحنا معطر
وينادى شفة عطشى وأخرى تتحسر
وعلى الصدر نوافير جحيم تتفجر
وحزاماً في مضيقٍ ، كلما قلتُ قصيرُُ هو،
كان الخصر أصغر,
يا مريّه,,ليت لي إزميل ((فدياس)) وروحاً عبقرية
كنت أبدعتك يا ربة حسنى بيديَّا,
ليتني في قمَّةِ ((الأولمب)) جالس
وحواليَّ العرائس
وأنا في ذُروة الإلهام بين المُلهماتْ
أحتسي خمرةَ ((باخُوس)) النقيَّة
فإذا ما سرتْ النّشْوةُ فيَّ
أتداعى ، وأُنادى : يا بنات
انقٍّّروا القيثار في رفقٍ وهاتوا الأغنياتْ لمريه
يا مريه مالعشرينين باتت في سعير تتقلب
ترتدى ثوب عزوف وهي في الخفية ترغب
وبصدرينا ((بروميثيوس)) في الصخرة مشدوداً يعذب
فبجسم الف نار وبجسم الف عقرب
أنتِ يا هيلينُ
يا من عبرت تلقاءها بحر عروقي ألفُ مركبْ
يا عيوناً كالينابيعِ صــفاءْ,,,ونداوة
وشفاهاً كالعناقيدِ امتلاءْ,,وحلاوة,
وخُدوداً مثل أحلامي ضِياءْ,,وجمالا,
وقــــواماًيتثنّى كــبرياءْ,,,واخْتيِالا,
ودَماً ضجَّتْ به كلُّ الشرايينِ اشتهاءْ..يا صبيَّة
تَصْطلي منهُ صباحاً ومساءْ....غجريَّة
يا مريّه,,أنا من إفريقيا,,,
صحرائها الكبرى وخطِّ الإستواءْ
شحنتْني بالحــــراراتِ الشُموسْ,,
وشوتني كالقرابينِ على نارِالمجُوسْ
لفحتني فأنا منها كعودِ الآبنــوسْ,,
وأنا منْجمُ كبْريت سريعِ الإشتعالْ
يتلظَّى كلًّما اشتمّ على بُعدٍ (تعال)
يا مريه أنا من إفريقيا,,
جــوْعانُ كالطِّفلِ الصَّغيرْ,,
و أنا أهْفو إلى تُفاحة حمراء من يقربها يصبح مذنب
فهلُمي ودعي الآلهةَ الحـمـــقاءَ تغضبْ,,
وانْبئيها أنها لم تحترم رغبة نفسٍ بشرية
أيُّ فردوسٍ بغيرِ الحبِّ كالصَّحراءِ مُجدبْ يامريه
وغداً تنفخُ في أشرِعتي أنفاسُ فُرْقة
و أنا أزدادُ نأياً مثْل ((يوليس)) وفي الأعماق حرقة
رُبما لا نلتقي ثانيةً يا مريه
فتعالى وقّعي أسمك بالنار هُنا في شفتيا



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.