الرئيسية » » سقوط | صابر رشدي

سقوط | صابر رشدي

Written By Unknown on الخميس، 4 يونيو 2015 | 7:26 م

سقوط
حتى وقت قريب للغاية ، كنت الأكثر توقدا ، الأكثر ذكاء ، ميالة الى الصمت ، كعصفورة خرساء ، لاتبوحين بشئ ، وهم يسردون أمامك بطولاتهم الزائفة ، يتحدث الأكثر مجونا ، الأكثر فظاظة ، و الزنديق، ثم يختتم العربيد الامهر ، مستغلا كل وقاحته ، لكن ،،لاشئ يستطيع النيل من هذا الشعور المتنامى بالشرف ، كنت تتسامين ، تصعدين اعلى المقامات ، تتربعين فوق قمة مقدسة ، تراها جيدا اعين العابرين ، ويستشعرها كل من يعرفك ، تتجاهلين هذا العالم ، لاتبت ببنت شفة ، مراعاة للياقة ، وهروبا من هذا الضجر .
كانوا يبحثون عن متعة عابرة ، كنت باهظة الثمن ، قلعة مكينة ، يصعب صعودها ، لم يروا وجهك خلال الظلال ، خلال السحب الحارسة ، يقضى احدهم نهارا بأكمله ، على ابواب مدينتك العصية ،ينتظر اشارة ما ، مسلحا بكنوز العالم ، لكنه يعود خائبا .
اليوم ، صار لك حياتان متمايزتان :
حياة معلنة ، تبدين فيها كراهبة ، يتساقط تحت قدميها الصناديد ، ذى المظاهر الواثقة ، صرعى الرفض وعدم القبول ،
حياة اخرى ، اقل مثابرة ، تسلكين فيها طريقا يتم عبرها محو الفضيلة ، تستغرقين فى الكهوف المظلمة ، فى كل ماهو إباحي ،ماجن ، تبذلين لحما زاهيا، ساحرا ، تنزلقين بعينين اقل لمعانا ، وأكثر خواء ، لاتدركين شيئا ، أمام الأثر اللانهائى للضعة ، أمام اللافهم المتصاعد من نظرات ترمق مايجرى بذهول ، وهى تشاهدك على عتبات تنقصها التسميات ، غير متألمة لهذا السقوط . 

التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.