صبري الصبري
لإسراء الحبيب
***
لإسراء الحبيب هفا فؤادي
ورامت مهجتي خير العبادِ
(محمد) سيد الأبرار طرا
شفيع الخلق في يوم التنادي
فإسراء النبي شذاه يحلو
لنا في طيب أشواق الودادِ
ومعراج الحبيب النور يسمو
سموا باهرا عالي العمادِ
تلألأ في حمى الأجواء طه
بهيا بارتفاعات ازديادِ
من التكريم والإدناء يرقى
رقيا شامخا بالعز نادِ
تعالى الله أسداه اقترابا
وأهداه المزايا باحتشادِ
لرسل الله بالأقصى صفوفا
أمامهمُ (محمدُ) ذو الأيادي
براق المجد يحمله بليل
إلى الأقصى المشرف من مَعَادِ
فأَمَّهم المشفع في صلاة
بقدس مشرق صحو النوادي
تطالع معجزات الله جهرا
تراءت بالبشائر بالمهادِ
ويصعد سيد الأبرار نضرا
بمرقاة السعادة للجوادِ
و(جبريل) الأمين جوار طه
بإسراء ومعراج يهادي
حبيب الله تعليما وعلما
وتعريفا بتحقيق المرادِ
فشاهد أهل جنات بنور
وأهل الشرك في شرك السوادِ
وآلاء الصلاح لأهل تقوى
وحرق السعر أرباب الفسادِ
وآكل مال أيتام ببطن
حوت نيران تعذيب بوادِ
وكفارا جهنم تحتويهم
بأغلال لسوء في اعتقادِ
وما قد لاح بالفردوس فوزا
لأهل الخير أو أهل الجهادِ
بسدرة منتهى الآيات يدنو
(محمد) في مسرات انفرادِ
ويعطيه المهيمن كل خيرٍ
جليل من عطيات السعادِ
ويفرض ربنا فرضا صلاة
لأمته بمبرور السدادِ
كخمسين وإن كانت بخمس
بفضل الله بالحسنى غوادي
تؤدي كل يوم في خشوع
لرب العرش في كل البلادِ
وعاد المجتبى ليلا لأرض
بمكة في شموخ واعتدادِ
يلاقيه الأعادي في غرور
فسحقا للجهالة والأعادي
ولاقاه الصديق الحق صدقا
بتصديق بإجلال التوادِ
وهيئ ربنا الرحمن نصرا
على كفر وإشراك مُعَادي
حبيب الله خير الخلق فخري
بكم يجري بمدحكمُ مدادي
لكم أشواق خفاقي بحبي
وشوقي نحو طيبة بامتدادِ
فأنتم بهجتي وصفاء روحي
ومدحك يا سنا الوجدان زادي
ففيكم أنس إسعادي وأمني
بنورك سيدي يهنا فؤادي
فجد رباه بالإحسان دوما
لنا في حسن تربية الولادِ
بلطف منك ذا الألطاف يأتي
بعافية وستر وانقيادِ
وصلى الله ربي كل وقت
على المختار محبوبي قيادي
وآل البيت ما الأشواق هلت
بأحباب بصحو أو رقاد !
