صبري الصبري
سيناء
***
سـألــت ســـؤال عـتـابـهـا سـيـنــاءُ
هـــل فـيـكـمُ تـتـغـرب الـحـسـنـاءُ؟!
هـل تتركـوهـا وحـدهـا فــي عـزلـة
يــا أهــل مـصــر وكـلـكـم شـرفــاءُ
فـأنــا الجمـيـلـة لا يـــزال جمـالـهـا
يزهو وتـشـهـد أرضُـــهُ وسـمــاءُ
وأنـا الجليـلـة فــي جــلال أريجـهـا
نــمــت الـطــهــارة وارتــقـــت آلاءُ
طـــوري تـشــرف بـالـكـلام لـربـنـا
وكلـيـمـه (مـوســى) لـــه الــــلألاءُ
وخليـل رب العـرش مَــرَّ بساحـتـي
وكــذا المسـيـحُ و(مـريـمٌ) عـــذراءُ
وبليـلـة الإســراء شـرُفَـتْ بـاحـتـي
ب(محـمـد) لـمـا ســـرى الإســـراءُ
أرضـي بهـا الفيـروز زرقتـه سـمـا
فــيــه اخــضــرارٌ بــاهــرٌ وبــهــاءُ
وسبـائـك الإبـريـز تقـطـر عـسـجـدا
كـنـبــات عـقـيــان بـــــه الإنــمـــاءُ
وثـــراي يـثــري كـــل آت يـرتـجـي
مـنــه الــثــراءَ فـديـدنــي الإثــــراءُ
والمـاء يـجـري بالسـيـول مسالـكـا
ومنـابـعـا فـاضــت بـهــا الأنــحــاءُ
زيـتـونـي الـمـدهـون دهـنــا طـيـبـا
فــيــه اصـطـبــاغ طــاهــرٌ ونــقــاءُ
والـبـحـر حـولــي يحـتـويـه مـثـلـثٌ
فـيـه استـقـر مــع الصـفـاء الـمــاءُ
لا تـعــرف الأرجـــاء آخـــر مـثـلــه
سبـحـان مــن دانــت لــه الأرجـــاءُ
سبحان مـن عنـت الوجـوه لوجهـه
ولـه المشيئـة فـي الـورى وقضـاءُ
سينـاء يـا أرض البطولـة كـم روى
أرضـــا هــنــا بـدمـائـهـم شــهــداءُ
وروى ثـراك سـنـا القـلـوب محـبـة
فـاضــت بـهــا بحنيـنـهـا الـشـمَّــاءُ
سيـنـاء أرضــك بالعـبـور تطـهـرت
مـــن كــــل إفــــك بــثــه الأعــــداءُ
وتجمـلـت فـيـك الـمـدائـن بالـضـيـا
وقـــراك قـــرت جـاءهــا الـبـسـلاءُ
جـنـد الحبيـبـة مـصـرنـا بعـبـورهـم
قـهــروا يـهــوداً ، كـلـهـم جـبـنــاءُ
فمقامـك المحفـور فــي تــاج الـعـلا
عـبـر العـصـور تضيـئـه الأضــواءُ
لازلـت أذكـر (عمـرونـا) لـمـا أتــى
مـصـر الحبيـبـة والنـفـوس ظـمـاءُ
تـرجـو الحقيـقـة لاح منـهـا هاهـنـا
فـي روض سينـاء الهـدى الوضَّـاءُ
وتتـابـع الجـيـش العـرمـرم عـابــرا
سـيـنــاء فــيــه هــدايــة وضــيـــاءُ
لـمـا رأيــت الحـسـن فــي إشـراقـه
هفت القصيـدة واصطفـى الشعـراءُ
واصطفـت الأبـيـات تـرجـو نظمـهـا
صــــدرا بـشـعــر عـيـنــه نــجـــلاءُ
وتقول هاك الوصف فاختر ما ترى
مـــنـــا فـــإنــــا كــلــنـــا نــجــبـــاءُ
هــذي الحبيـبـة فــي ربـاهـا عـــزَّةٌ
عـجــتَّ بــهــا وبـمـجـدهـا الآنــــاءُ
سينـاء قولـي يــا جميـلـة واعتـبـي
فالعـتـب مـنـك إلــى القـلـوب نــداءُ
ليـقـوم أحـبـاب حـمــوك بـروحـهـم
ويقـوم فـيـك مــن الـصـروح بـنـاءُ
وتـعـم أرضــك يــا حبيـبـة خـافـقـي
روضـات غــرس فــي ثــراه نـمـاءُ
سينـاء سلـوى طيـرك الباهـي أتـى
يأوي إلـيـك فـهـل لــه الإيـــواءُ؟!
كـونــي لأم الـخـيـر مـصــر كـإبـنـة
تـكـسـو حـمـاهـا واحـــةٌ خـضــراءُ
حـسـنـاء طـلــت للكـنـانـة تـرتـجـي
منهـا اهتمـامـا .. إنـهـا الفيـحـاءُ!!
سينـاء أنـت بمهجـتـي أشــدو هـنـا
سيناءُ .. يا سيناءُ .. يـا سينـاءً !!
