الرئيسية » » اليمن السعيد | صبري الصبري

اليمن السعيد | صبري الصبري

Written By Unknown on الخميس، 26 مارس 2015 | 7:37 ص


اليمن السعيد



أرى (اليمن) السعيد الآن ضاعـا
وفـــي فـتــن شـــداد قــــد تــداعــى

وبــــالآلام قــــد أضــحــى سـقـيـمــا
تعيـسـا محبـطـا يشـكـو الصـداعـا

تــفَــرَّق مـتـخــم الأحــــزان يـجـثــو
عصيب المحتوى يرجو اجتماعـا

فَــذَا جـيـش الشـمـال لـــه هـجــوم
وذا جيـش الجنـوب بــدا الدفـاعـا

وشـعــب آمـــن أضـحــى بــخــوف
يـواجـه بـالأسـى الـطـاغـي نـزاعــا

تـفــتــت ركــنـــه أمــســـى وحــيـــدا
يعـانـي فــي ردى الفـتـك التـيـاعـا

وهــذا مـــا دعـــا شـعــري لـبـوحـي
بــه أرجـــو مـــن الـكــل استـمـاعـا

أعـيــدوا وحـــدة الأوطــــان فـيـهــا
مـصـالـح أمــــة عــانــت ضـيـاعــا

وب(اليمـن) الـذي قــد كــان فيـنـا
سـعــيــدا مـشــرقــا فـــــذا مـطــاعــا

تـهـاوى صـرحـه فــي سـيـل عــرم
جـديــد لاح فــــي الـدنـيــا مُــذَاعَــا

مـصـائــب شــقــوة حــلـــت بــويـــل
يــقــلِّــع راســــــخ الأس اقــتــلاعـــا

بخـنـجـرهـم طــعــون قــــد تــوالـــت
وكـــان بـغـمــده يـقـلــى الـصـراعــا

ويـشــهــد فــكـــرة مـثــلــى تـجــلــت
مـــدى الأيـــام تسـتـهـوي الـيَـرَاعـا

تسجـل مـا مضـى سـطـرا وسـطـرا
وتــرســم بـالـعــلا فــيـــه الـقــلاعــا

حـصـون أينـعـت (كـرمـا) و(بُـنَّـا)
وغــرســـا يـانــعــا فــيــنــا مُــبَــاعَــا

أيـا عـنـب الحـضـارة صــرت فيـنـا
شـهــيــرا طـيــبــا حـــلـــوا يُـــرَاعَـــى

فـبـائـعــه الـنـجـيــب بــكـــل فــخـــر
يـنـادى صائـحـا يـحـثـو اقتـطـاعـا

ومــا قــد كــان مـــن خـيــر وفـيــر
نضيـر صـار فـي الدنـيـا مشـاعـا

وبــــات الــكــل مـهـمـومـا حـزيــنــا
بـغـربـة قـلـبــه عــانــى انـصـيـاعـا

بـقـهــر جــــوارح صــمــت رهــيـــب
وقـــــد جـــــاءت نـوائــبــه ســراعـــا

أهـــــذي ثـــــورة كــانـــت بـــزحـــف
كثـيـف خـلَّـف الآن انـصـداعـا ؟!

ولُـحْـمَــة صـفــهــم ولـــــت بــريـــح
عـقـيــم صــرصــر بـــــز الـطـبـاعــا

وكــانــت رقـــــة تـحــلــو وتـصــفــو
تـلاقـي فــي عـــلا الـــود ارتـفـاعـا

تخطَّـفـهـا الـهــوى شـيـئـا فـشـيـئـا
بـغـابـات حـــوت لــهــمُ الـضـبـاعـا

كــمــا ضــمــت ثعـالـبـهـم جــحــور
ومـــكـــر زاد بـالـجــحــر اتــســاعــا

وتـمـويــه بـــــدا وجــهـــا سـمـيـحــا
يــضــم بـخـبـثـه الـخـافــي قـنــاعــا

فـلا (بلقيـس) ذات العـرش حلـت
بـمـلــك حـــــاز لـلــنــاس اقـتـنـاعــا

ولا أحـــفـــاد هــدهــدهــم لــديــهـــم
بـــوارق ومـضــة شـعــت شـعـاعـا

ولا (ســــبــــأ) بــــآيــــات تــــولـــــت
بــــدت مــــدت لـشـعـبـكـمُ شــراعـــا

ولا وجـــــد الأنــــــام بـــكـــل ربــــــع
بـمــا قـــد كـــان بالـلـغـو انـتـفـاعـا

ولا مـــــن حـــــاز جـــائـــزة لـــوهـــم
رأى إلا بــوجــهـــكـــمُ امــتـــقـــاعـــا

فـــكــــل مــكـــابـــر فــــــــظ عــنـــيـــد
مـضــى وانـســاب يـنـدفـع انـدفـاعـا

ولا أحـــــدٌ تــريـــث فــــــي هــــــدوء
وقَـــــدَّم رأيـــــه يـنــهــي امـتـنــاعــا

فــأيــن خـصـالـكـم كــانــت بــحـــق
حـثــيــث رام لـلــعــدل انـتــزاعــا ؟!

تـداخـلــت الأمـــــور فــكـــل قــلـــب
يعانـي فـي عنـا السعـي انقطاعـا

وخـــــارت قـــــوةٌ لـلـجـيــش ولــــــى
تخلى في دروب الزيغ .. ضاعـا

طـوائــف أزمـــة يـمـضــي هــواهــا
ولا تــرجـــو لأزمـتــهــا انـقـشــاعــا

أيـا (يمـن) السعـادة ليـت شـعـري
أيختـرع الـسـلام لــك اختـراعـا ؟!

لـتــبــقــى آمـــنــــا فـــــــذا مــهـــابـــا
حكـيـمـا واحــــدا تــأبــى انـخـداعــا

تـــــراث بــلادكـــم عـــــذب شــهـــي
أيلقـى فـي ظــلام البـئـر قـاعـا ؟!

حضـارتـكـم حمـيـتـم طـــول دهــــر
ومــا حـدتـم عــن الأمـجــاد بـاعــا

سـعـادتـكـم أراهــــا الــيـــوم دمــعـــا
بأعـيـنـكـم وقـــــد بـــــدأ انـهـمـاعــا

ولل(يـمـن) الحبـيـب الآن شـعـري
مـــن الأحـــزان يـجـتــرع اجـتـراعــا

وصــلــى الله ربـــــي كـــــل وقـــــت
على الهادي الذي لاقى اتِّباعا !

وآل الـبــيــت والأصـــحـــاب طــــــرا
إلـــى يـــوم أقـــول لـكــم وداعـــا !


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.